الخميس، 26 فبراير 2015

مدرسة التهذيب بوادي الزناتي وماضيها المجيد

مدرسة التهذيب بوادي الزناتي وماضيها المجيد

مدرسة التهذيب بوادي الزناتي التي كانت متواجدة في الجهة المقابلة لمسجد العلامة عمار مهري والد الفقيد عبد الحميد مهري  والتي تحولت اليوم إلى محال تجارية . حيث يستحق هذا المكان أن يتحول إلى معلم تاريخي يخلد رجالات الحركة الوطنية .
لقد كان لهذه المدرسة دور فعال أثناء فترة الإحتلال الفرنسي للجزائر في نشر الثقافة العربية الإسلامية والروح الوطنية بين السكان ، فقد تخرج منها رجال كان لهم فضل كبير في نشر العلم والمعرفة في أوساط سكان هذه المنطقة وماجاورها .
ومن هؤلاء من شارك أيضا في الثورة الجزائرية المباركة ، بل ومنهم من استشهد في ميادين الشرف وساحات الوغى .




أسست مدرسة التهذيب بوادي الزناتي سنة 1939 من طرف مولود مهري الذي آلت إليه إمامة مسجد العتيق بعد وفاة والده العلامة عمار مهري .
وقد ساعد مولود مهري في إنشاء هذه المدرسة بعض معلمي القرآن ومجموعة من أعيان المدينة .
وهي مدرسة حرة مهمتها تدريس مختلف العلوم ، خاصة الشرعية منها ، على نمط ومنهج جامع الزيتونة بتونس .
وكان من بين أسباب تأسيسها ، رغبة سكان وادي الزناتي آنذاك في تحصيل أبنائهم على مستوى علمي يؤهلهم لمواصلة الدراسة في مدرسة الكتانية بقسنطينة وبجامع الزيتونة بتونس .
وقد أشرف على إدارة المدرسة الشيخ غبد الرحمان بلعقون إلى غاية إعتقاله في بداية ثورة التحرير .
فتوقف بعدها نشاط المدرسة في أواخر عام 1955 وبداية 1956 .
وكان لهذه المدرسة فروع في القرى المجاورة منها مدرسة رأس العقبة ، ومدرسة برج صباط ، ومدرسة عين التراب . وتوقف نشاط هذه الفروع سنة 1965 .
ولتحسين مستوى الطلبة إستقدم الشيخ مولود مهري آنذاك أساتذة لهم مستوى عال في العلم والمعرفة ، أشهرهم الشيخ عمر حفص الزموري سنة 1944 حيث تخرج على يديه عدد من الطلبة الذين إلتحقوا فيما بعد بالزيتونة .
وكان لمدرسة التهذيب فضل في إرسال بعثات تعليمية في السنوات 1946-1947-1948 إلى جامع الزيتونة بتونس ومعهد عبد الحيد بن باديس ومعهد الكتانية بقسنطينة .
قال الشاعر الجزائري عبد الرحمان بن العقون في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس مدرسة التهذيب بوادي الزناتي – ولاية قالمة – يوم 10 أفريل 1973وادي الزناتي :
فهل في الدرب من أثر...................لما حبا كبه العطوي عمّار.
أقسمت أنك يا ابن الواد ما فتنت .....ملامح الشيخ في مراك تختار.
أخوكم
زكرياء مومني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More