الأحد، 6 أبريل 2014

بداية شمولية الثورة في وادي الزناتي يوم 20 أوت 1955

الهجوم على وادي الزناتي في 20 أوت1955

من أهم المناطق والمدن التي شملتها هجومات الشمال القسنطيني مدينة وادي الزناتي ونواحيها. حيث قسمت الهجمة كما يلي :
1-ناحية عين عبيد ويهاجم سكانها قرية عين عبيد نفسها ثم يتوجهون نحو مدينة وادي الزناتي.
2-أما بقية النواحي الأخرى فهدف هجوماتها كانت مدينة وادي الزناتي وكانت هذه النواحي كالتالي: ناحية تاملوكة وعين التراب تهاجم المدينة من الجهة الجنوبية.
3-ناحية عين مخلوف ورأس العقبة تهاجم مركز (الجندرمة) من ناحية الشرق.
4-ناحية السواحلية تهاجم السجن وحامية المدينة، والمحكمة ودار البلدية ودار الشرطة.

وهكذا وضع مشروع الهجوم ووزعت المهام على المجاهدين والسكان وعرفت كل فرقة مهمتها بالضبط.
        وعندما  أشارت عقارب الساعة منتصف النهار من يوم السبت 20 أوت 1955 حتى بدأ تنفيذ عمليات الهجوم، وبذلك وصلت أولى الطلائع المهاجمة وتضم حوالي 2000 شخص من مسبلين ومجاهدين وسكان القرى المجاورة، وعند مدخل المدينة اصطدمت هذه الجموع البشرية بأربع سيارات (جيب) كانت تغادر المدينة لقنص المهاجمين وحينما وقع اشتباك عنيف بين المهاجمين والقوات المعادية وأدى بالمجاهدين إلى حرق هذه السيارات والقضاء على من كان على متنها وهكذا غنم المجاهدون عدد لا بأس به من الأسلحة والألبسة وكذا صناديق من الذخيرة.
        وهكذا بدأت جموع سكان المناطق المجاورة بالزحف نحو المدينة وكانت تحرق كل الضيع التابعة للمعمرين وتأخذ كل ما فيها، وهذا مما أدى إلى ان يدب رعب كبير في أوساط الأعداد وقادتهم.
        هنا أعطى قادة العدو أمرا بخروج الحامية إلى خارج المدينة حيث تمركزت للدفاع، أما الجنود السنغاليون فقد فروا من الساحة قبل اتصالهم بالأمر ولكن سرعان ما سمع هؤلاء أن المهاجمين مسلحون بهراوي وقطع حديدية فقط، مما جعل الأعداء يتشجعون أكثر وبذلك تصدوا لهذه الجموع وكانت الملحمة جد قاصية. أضف إلى ذلك أن المركز العسكري بمدينة وادي الزناتي لم يكن هنيا بحيث كان مدجج بالأسلحة والجنود والمدافع التي أخذت تصب حممها على المهاجمين، لكن حماس الشعب كان عظيما وكانت الأناشيد وأصوات المجاهدين تعلوا منادية إلى الجهاد، وهكذا  دخلت هذه الجموع مدينة وادي الزناتي في شكل مظاهرة عظمى ارتفعت على إثرها زغاريد النساء من الشرفات وسطوح المنازل.
لكن سيطرة المهاجمين  على المدينة لم تدم إلا قليل  رغم أن الاشتباكات كانت عنيفة ودام الاشتباك  طوال اليوم، واتنم بعض الفدائيين المسلحين الفرصة والتجؤوا إلى بعض الأماكن الحصينة ومنها بدأ إطلاق النار على الغزاة  وهكذا أبلى هؤلاء الأبطال البلاء الحسن فقضوا على العديد من رجالات العدو وشرطته.
        وبعد أن خيم ظلام الليل وبعد أن استشهد معظم الجنود والفدائيين انسحب الباقون. وهكذا وصلت النجدات الاستعمارية إلى عين المكان وأخذت وادي الزناتي أخذا شديدا وبدأت المجازر الرهيبة من طرف المعمرين الذين كانوا يقتحمون بيوت السكان ويقتلونهم تحت حماية وبمساعدة قوات الجيش وكادت شوارع المدينة أن تصبح مكدسة بجثث السكان الأبرياء الذين سقطوا شهداء لأعظم ثورة شعبية قاومت الاحتلال والطغاة ودفعت بخيرة أبنائها قربانا وفداء للحرية والاستقلال.
أخوكم
**زكرياء مومني**

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More