عبد الرحمن بن العقون و قصيدته - رحمة الله عليه -
ولد الشيخ عبد الرحمن - رحمة الله عليه- سنة 1908 ببلدة وادي الزناتي الأبية بضواحي مدينة قالمة أين حفظ بها القرآن و أكمل الدراسة الإبتدائية. و رغم نشأته الدينية المحافظة إلا أنه آل على نفسه الجهاد تحت لواء سياسي متمثلا في حزب الشعب على أن ينخرط في الحركات الإصلاحية التربوية. مما جعله مستهدفا من قبل المستعمر لفترات طويلة. وهذا ما حذا به إلى الإمتناع عن الوظيفة لدى المستعمر و الإقبال على مهنة التعليم والتربية إلى غاية الإستقلال.بعد الإستقلال تقلد العديد من المهام الديبلوماسية. إلى أن وافته المنية على حين غرة في شهر أفريل من سنة 2001. رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته.

و القصيدة التي اقترحها عليكم تحكي قصة نضال بلدة وادي الزناتي ضد المستعمر الغاشم وفيها ذكر لأحد أعمدتها الإصلاحيين الذين كان لهم تأثير كبير في النشأة الدينية لشباب تلك الحقبة ألا و هو الشيخ عمار مهري - رحمة الله عليه -
وادي الزناتي فهل في الدرب من أثر
عبد الرحمن بن العقون
يا دار هبي فـداك النفـس يـا دار فعهدنا في حمـاك المجـد و الغـار
الكون من حولك الأجـوا تعـج بـه و فائض الوعي في الأنحـاء مـوار
أبناؤك الصيد قـد جـاؤوك تدفعهـم إليـك واجفـة الأشـواق يــا دار
ما منهم فيك إلا فـي النضـال لـه يـد، و إلا علـى الأعـداء جــرار
أكرم بعصبـة خيـر كـان رائدهـا نشـر الفضيلـة لا تثنيـه أسـوار
فمنهـم مـا مضى،القلـب يتبـعـه و منهم من مشى فـي ظلـه الجـار
ففي نهارك قد كانوا شمـوس هـدى و فـي لياليـك أنـجـم و اقـمـار
و فـي انعتاقـك آمـال مجشـمـة و فـي ربـاك لهـم ظـل وآثـار
فهم على رغم ما يدهاك من وضـر والجـاه ممتهـن والحـظ عـثـار
جاؤوا جموعا، حنين الشوق يجمعهم يحدوهـم للنهـوض فيـك إصـرار
فمن بكاؤك صاغـوا للمنـى نغمـا و مـن انينـك لـلآمـال أوتــار
مهمـا تعثـرت اليـام يـا بـلـدي بفضلـك الجـم، فالتاريـخ ذكــار
ففي حنايـاك كـم شهيـد معركـة و في البطاح جرى النجيـع مـدرار
أديـم أرضـك لا يصفـو لمنتحـل و سيـف جـوك للـدعـي بـتـار
أنجبـت للوطـن المحبـوب بـادرة فمن حماك انبـرى حـر و مغـوار
و من رباك بدت في الكون مشرقـة شمس الهدى و انجلت للحق أنـوار
هي المكـارم إن عـدت فـلا حـرج فما بماضيك فـي الكفـاح أوضـار
عـد المكـارم للأسـلاف محـمـدة حفظ العهود لـه فـي الدهـر أدوار
'وادي الزناتي' فهل في الدرب من أثر لما حبـاك بـه 'العطـوي عمـار'
'وادي الزناتي' أما ذكرت مـن مثـل أرسـى معالمهـا 'الإمـام عـمـار'
الخلـق شيمتـه و الفضـل معدنـه و في النضال، لـه سبـق و آثـار
سيروا على الدرب إن طلت لكم سبل فالدرب مـا زال يستجليـه أخيـار
فما ونوا و استساغوا للمنى راحـة فالإستكانـة، طبعـا، عندهـم عـار
أقسمت، أنك يا ابن الواد مـا فتئـت ملامح الشيـخ فـي مـرآك تختـار
و ذلك ما لم يـزل دومـا يطمئننـي فأبشـري ببنيـك الصيـد يـا دار
أخوكم
زكرياء مومني
0 التعليقات:
إرسال تعليق