الأحد، 29 ديسمبر 2013

وادي الزناتي بين التأسيس و التسمية و تطورات التركيبة السكانية


وادي الزناتي بين التأسيس و التسمية و تطورات التركيبة السكانية


يرجع تعمير منطقة وادي الزناتي يرجع إلى مرحلة ما قبل التاريخ ، حيث توجد معالم أثرية تدل على ذلك ، منها نقوش منطقة عين غراب التي تبعد عن المدينة بحوالي 7 كلم .
كما عثر على عدد من القبور قرب حقول القمح الذي يرجع تاريخها إلى العهد الروماني والبيزنطي والتي اشتهرت بإنتاجها الزراعي خاصة القمح ، فجذبت لها السكان وأقيمت وضيعات كبيرة هناك.علما أن مقاطعة قسنطينة التي كانت تنتمي إليها منطقة وادي الزناتي كانت تزود الدولة الرومانية بالقمح ، لذا أطلق عليها اسم مطمورة القمح .لهذه الإمبراطورية .وقد كانت منطقة وادي الزناتي مركز عبور واستقرار للقبائل العربية البربرية والعربية ، منها القبائل الزناتية وكتامة وهوارة ، وكذا قبائل بني هلال وبني سليم بعد الفتح الإسلامي .ومن القبائل التي هاجرت إلى المنطقة وسكنت بها ، قبيلة بني فوغال ، حيث جاءت من غرب جيجل سنة 1799 وكان من فروعها أولاد عطية الذين استقروا بالمنطقة بعد عملية التهجير التي قامت بها فرنسا ضدهم إثر فشل الثورات الشعبية بمنطقة جيجل والعنصر سنة 1858 ثم سنة 1871 (ثورة الشيخ الحداد والمقراني).ومن الأسر التي مازالت موجودة إلى يومنا هذا :شابيل . بوعاب . رهيوي . بوديا . مهري . لكحل عياط .بن مشيش …………..إلخ
وعلى هذا الأساس نلاحظ أن معظم سكان مدينة وادي الزناتي ينحدرون من المدن والمناطق الساحلية مثل جيجل والقل وسكيكدة ، فأطلق عليهم اسم السواحلية نسبة لقبائل الساحل التي استقرت بالمنطقة ومازال هذا الإسم موجود إلى يومنا هذا يطلق على إحدى ضواحي المدينة .وينحدر بعض السكان أيضا من قبائل الحضنة مثل أولاد دراج .كما يوجد عدد منهم من الشاوية والفرجيوة ووادي سوف ، كما تدل على ذلك المهن التي كانوا يمارسونها.وقد تحولت مدينة وادي الزناتي في عهد الإستعمار الفرنسي إلى مركز استيطاني هام ، وأنشأت الإدارة الإستعمارية بها مختلف المرافق الضرورية لخدمة مصالح المعمرين وتسهيل عملية استغلال الثروات الطبيعية ، منها المحكمة التي حولت اليوم إلى قباضة الضرائب ، والكنيسة التي حولت إلى مسجد والمسمى اليوم بمسجد الهداية ، وكذا سكة حديد تربطها بقسنطينة وقالمة وعنابة والتي كانت محطتها موجودة في المكان المسمى اليوم بـ دلاس .
بالإضافة إلى مدرسة للتعليم الفرنسي و محافظة الشرطة وإقامة سوق أسبوعي يومي الإثنين والخميس .سنة 1866 تحولت وادي الزناتي إلى بلدية من بلديات عمالة قسنطينة بسبب تزايد السكان بها حيث بلغ عدد السكان 8102 منهم 97 مستوطنا فرنسيا و 70 مستوطنا أوروبيا من جنسيات مختلفة و 06 يهوديا و 7926 جزائريا مسلما .وبالرغم من أن عدد السكان المحليين كان أكبر من عدد المستوطنين إلا أن هؤلاء كانوا يتحكمون في معظم الأراضي الزراعية الخصبة وتتمثل في آلاف الهكتارات وأسند تسييرها إلى الشركة الفلاحية التي كان يرأسها المعمر " جاكي " .وقد كانت منطقة وادي الزناتي أوسع من جهات أخرى بما فيها ولاية قالمة الذي كان عدد سكانها سنة 1872 بـ 4943 .وفي المقابل فإن عدد سكان وادي الزناتي كما ذكرنا أعلاه هو : 8102 أي ضعف عدد سكا مدينة قالمة’كما ارتبطت تسميت مدينة وادى الزناتي بالروايات الشفوية المتداولة بين السكان ’و رغم أن الاسم له دلالة تاريخية إلا أن المصادر التاريخية لم تتعرض له .واشتهرت هذه المدينة بثلاثة أسماء و هي (وادي الزناتي ’وادي الذهب ’سيدي تمتام). 

التسمية الأولى "وادي الزناتي"  وهي التسمية الحالية للمدينة و ترجع حسب الحكايات و الأساطير إلى التغريبة الهلالية . تذكر الرواية أن معركة وقعت بالمنطقة ما بين أحد أبطال بني هلال و هو ذيب الهلايلي  و الأمير التونسي الخليفة الزناتي , قتل فيها هذا الأخير بمدخل المدينة من الجهة الشرقية محاذاة الوادي فسمي المكان باسمه "وادي الزناتي".

التسمية الثانية "وادي الذهب" إشتهرت المنطقة بهذا الإسم بين القبائل البدوية و بعض الفئات السكانية لمعرفتهم الجيدة بالخصائص الفلاحية التي تتميز بها , منها خصوبة أراضيها و تربتها السوداء التي تنتج أرقى أنواع القمح في العالم المعروف بلونه الذهبي و يسمى بقمح الهذبة و هي نوعية مشهورة تسمى علميا باسم "ب17" و يطلق عليه كذلك اسم "الزناتي". 

التسمية الثالثة "سيدي تمتام" ,وقد ردت هذه التسمية في وثائق إدارية رسمية فرنسية منها شهادة ميلاد المعمرين الفرنسيين .فقد كتب في ختم هذه الوثيقة إسم "سيدي تمتام " وهو من الأولياء الصالحين و من المرابطين الذين تميزوا بالشجاعة و التقوى و الأيمان و الجهاد في سبيل الله فتعلق الناس به فكانوا يكثرون  زيارتهم إلى ضريحه والذي  مازال موجودا إلى يومنا هذا  .

**زكي.م**

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More